أنين المحطات
ليلى
الخفاجي السامرائي
في بقعةٍ خاصمها
الضوءُ تهفو الى تعاقبِ الأضدادِ وانكسارِ المرايا، الليلُ يحترقُ على شفاهِ الفجر،
حيثُ المدنُ الغارقةُ في سراديبِ التوجسِ تبحثُ عن نبيذٍ من عناقيدِ العنبِ
السماوي. في مواسمِ الانحسار تبدو سلالي خاوية الملامحِ وحصادي تذروهُ الرياحُ،
تجلدُ غيمتي في صحراءِ الخواء. يمتدُّ بي الترقبُ عابراً قاراتِ الوهمِ يقمعُهُ
السكونُ بأسواطِ اللهيب في أزقّةٍ مشلولةِ الخطى. تنامُ الأحلامُ موشومةً بالذهول
على أرصفةِ المنافي، تحملُ عبءَ الدهور، تقبعُ في صومٍ أبديٍّ.
أرضُنا المنهكةُ تنتظرُ هطولَ مطرٍ ذاب رذاذهُ
في ظلالِ الخيباتِ. نوافذي مغلقةٌ تغتالُ جدائلَ الشمسِ. مازال بيني وبين الحلُمِ
ضبابٌ رماديٌّ متعثرُ الخطى مشلولُ القدمين. لا أجدُني سوى سيفٍ مثلومِ الشفرات يراوحُ في غمدِهِ ينتظرُ حرباً ضروساً. لا
أجدُني سوى عروسٍ في صندوقِ الدنيا يلفُّها زجاجٌ هلامي. مازلتُ كطائرِ العنقاءِ
يدمي جسدَهُ النحيلَ رمادُ السنين.، ما زالتْ كفّي تلوّحُ للسماءِ تعشقُ أنْ
تلامسَ النجوم تفتّقُ أكمامَ الشموسِ بحُلُمٍ ضبابي يهربُ من صومعةِ الانبعاث.